فصل: الوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولما كانت {إن} مخففة من الثقيلة أتى باللام الفارقة بينها وبين النافية فقال تعالى: {ليفتنونك} أي ليخالطونك مخالطة تمليك إلى جهة قصدهم بكثرة خداعهم بإطماعهم لك في الموافقة لما يعلمون من ظاهر الحياة الدنيا {عن الذي أوحينا} أي بما لنا من العظمة {إليك} من الحكمة {لتفتري} أي تقطع متعمدًا {علينا} على عظمتنا {غيره} من طرد من أوحينا إليك الأمر بمصابرتهم، إطماعًا منهم في إسلام من هو بحيث يرجى إسلامه إسلام الجم الغفير منهم لشرفه ونحو ذلك مما عناه الله سبحانه وهو أعلم بمراده؛ قال الرماني: وأصل الفتنة ما يطلب به خلاص الشيء مما لابسه {وإذا} أي لو ملت إليهم {لاتخذوك} أي بغاية الرغبة {خليلًا} ومن كان خليل الكفار لم يكن خليل الله، ولكنك أبصرت رشدك فلزمت أمر الله، واستمروا على عماهم إتمامًا لتفضيلنا لك على كل مخلوق، وقد تقدم قريبًا ما تدور عليه مادة فرا وأنه السعة، وقد بقي من تقاليبها اليائي والمهموز، فمعنى فريت الأديم: شققته فاسدًا أو صالحًا- لأنه يتسع بذلك، وقال القزاز: الفري مصدر فريت الأديم- إذا شققته للإصلاح، وأفريته- إذا شققته للإفساد- كأن همزته للإزالة، وحكى أبو عبيدة: فريت الشيء وأفريته: قطعته، وفرى الكذب وافتراه: اختلقه- لأنه اتساع في القول وزيادة على ما يكفي من الصدق وتجاوز للحد، وفرى المزادة: خلقها وصنعها، وقال القزاز: خرزها- لأنها تسع ما لا تسعه قبل الخرز، قال: وأصل الفري الشق- يعني: والخرز واقع في الشق، فالعلاقة المحل، وفرى الأرض: سارها وقطعها- تشبيهًا لها بالأديم، وفرى- كرضي: تحير ودهش- من التسمية باسم السبب، لأن سبب الدهش كثرة وعظم في المحسوس، وأفراه، أصلحه أو أمر بإصلاحه- لأن الإصلاح سعة بالنسبة إلى الإفساد، وأفرى فلانًا: لامه- لأنه يلزم منه الزيادة في الكلام لما يحاج به الملوم، والفرية: الجلبة- لأنها زيادة عن الكلام المعتاد، وبالكسر: الكذب، وكغنى: الأمر المختلق المصنوع أو العظيم، والواسعة من الدلاء كالفرية، والحليب ساعة تحلب- لارتفاع الرغوة، وتفرى الشيء: انشق، والعين: انبجست، وهو يفري الفرى كغنى: يأتي بالعجب في عمله.
وقال القزاز: وتركت فلانًا يفري ويقد، أي حادّ في الأمر، وفلانًا يفري منذ اليوم- إذا جاء بالعجب، لأنه لا يعجب إلا ما زاد على الكفاية.
والرفة: التبن- لأنه ما فضل عن الحب، والرفة: دويبة تصيد تسمى عناق الأرض- لأن حالها أوسع من حال ما لا يصيد، ذكر هذا صاحب مختصر العين في المعتل بالياء فوزنه ثبة، وساقه صاحب القاموس في الهاء وقال فيما مدلوله التبن: إنه كصرد، ثم ساقه في المعتل الواوي في ورف وقال: والرفة كثبة: التبن، فاضطرب كلامه فوجب قبول مختصر العين، لكن ذكره الإمام أبو غالب بن التباني- وهو من يخضع له- في كتابه الموعب في مقلوب رهف فقال ناسبًا له إلى كتاب العين ما نصه: والرفة: التبن، قال غيره: ويقال في مثل من الأمثال: استغنت التفه عن الرفه، والتفه: عناق الأرض، وهي دويبة كالثعلب خبيثة، تصيد كل شيء، وذلك أنها لا تأكل إلا اللحم- أبو حنيفة مثله، كله انتهى بحروفه، وقال صاحب القاموس في المعتل: والتفة ذكر في ت ف ف، وقال في الهاء: والتفه كثبه: عناق الأرض، وقال في الفاء: والتفة- كقفة: دويبة كجرو الكلب أو كالفأرة، واستغنت التفة عن الرفة؛ ويخففان، يضرب للئيم إذا شبع. فلعل هذا الاختلاف لغات- والله أعلم.
قال في مختصر العين: والأرفي مثل كركي: اللبن المحض الطيب- لفيضه كالغائر، جعله المختصر يائيًا، والقاموس واويًا، ثم أعاده في المهموز فقال: والأرفي- كقمري: اللبن الخالص، وساق القزاز في اليائي: رافيت الرجل أرافيه مرافاة- إذا وافقته- لأن ذلك أوسع في العشرة، والريف بالكسر- الخصب، وقال في القاموس: أرض فيها زرع وخصب، والسعة في المأكل والمشرب، وما قارب الماء من أرض العرب، أو حيث الخضر والمياه والزروع، وراف البدوي: أتى الريف، والراف: الخمر- وهو لا يكون إلا عن سعة، وأرض ريفة ككيسة: خصبة، وأرافت الأرض: أخصبت.
ومن المهموز: رفأ السفينة- كمنع وأرفأها: أدناها من الشط- لاتساع من فيها بالبر، وبالنسبة إليها يكون للسلب، والموضع مرفأ، ويضم، ورفأ بينهم: أصلح، وأرفأ، جنح، وامتشط ودنى وأدنى وحابى ودارأ كرافأ وإليه لجأ، وترافؤوا: توافقوا وتواطؤوا، واليرفيء كاليلمعي: راعي الغنم والظليم النافر والظبي القفوز المولى والمنتزع القلب فزعًا- كأنه شبه بالظليم في اتساع حركته وعدم ثباته، وذلك شبيه أيضًا بفوران القدر في مجاوزة الحد، ورفأت العروس ترفئة وترفيئًا- تقدم في الواوي، والرأف: الخمر والرجل الرحيم، أو الرأفة: أشد الرحمة أو أرقها، ولا شك في دخول ذلك في السعة، ورأف: موضع أو رملة- ولعلهما واسعان، والفرأ- كجبل وسحاب: حمار الوحش أو الفتيّ منه- لشدة نفاره كالقدر في فورانها، وأمر فريء كفريّ، وكل الصيد في جوف الفرا، أي كله دونه، وفرأ- محركة: جزيرة باليمن- لعله بها بكثرة، والفأر معروف، والواحدة فأرة، والجمع فئران- سمي لقفزه في جرية، ولأنه وسع من الحشرات تصرفًا بالمشي في الجدر والسقوف ونحوها، والفأرة: شجرة ونافجة المسك، قال في القاموس: أو الصواب إيراد فارة المسك في ف ور لفوران رائحتها، أو يجوز همزها لأنها على هيئة الفأرة، وفأر كمنع: حفر وخبأ ودفن- يمكن أن يكون من السعة ومن سلبها؛ ولبن فئر- ككتف: وقعت فيه الفأرة، وأرض فئرة ومفأرة: كثيرة الفأر، وأفرت القدر بالفتح تأفر أفرًا: اشتد غليانها، والإنسان: وثب وعدا، والبعير: نشط وسمن بعد الجهد كأفر كفرح فيهما، وخف في الخدمة، والذي يسعى بين يدي الإنسان ويخدمه مئفر، والأفرة- بضمتين وتشديد الراء: الجماعة- وقيدها في مختصر العين بذات الجلبة- والبلية والاختلاط، وكل ذلك واضح في الاتساع والزيادة على الكفاية، والأفرة أيضًا شدة الشر- لشدة فورانه كالقدر، وشدة الشتاء أو مطلق الشدة، ومن الصيف: أوله-
لأنه يتسع به، قال في القاموس: ويفتح أولها ويحرك في الكل؛ والأرفة- بالضم: الحد بين الأرضين والعقدة- وكأن هذا سلب الاتساع، والأرفي كقمري: الماسح، وأرف على الأرض تأريفًا: جعلت لها حدود وقسمت، وتأريف الحبل: عقده، وهو مؤارفي حده إلى حدي في السكنى والمكان- والله الموفق.
ولما ذكره سبحانه بما كان في ذلك من رشده صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أتبعه ببيان أنه إنما كان بعصمة الله له ليزداد شكرًا، فقال تعالى: {ولولا أن ثبتناك} أي بما لنا من العظمة على ما أمرنا لما تقدم من أنا مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، وأنت رأس المتقين والمحسنين {لقد كدت} أي قاربت {تركن إليهم} أي الأعداء {شيئًا قليلًا} لمحبتك في هدايتهم وحرصك على منفعتهم، وكنا عصمناك فلم تركن إليهم لا قليلًا ولا كثيرًا، ولا قاربت ذلك، كما أفادته {لولا} لأنها تدخل على جملة اسمية فجملة فعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، فامتناع قرب الركون مرتبط بوجود التثبيت، وذلك لأن {لولا} لانتفاء الثاني لأجل انتفاء الأول، وهي هنا داخلة على لا النافية، فتكون لانتفاء قرب الركون لأجل انتفاء التثبيت، وانتفاء النفي وجود، فإذن التثبيت موجود، وقرب الركون منتف.
ويجوز أن يكون المراد الدلالة على شدة مكرهم وتناهي خداعهم إلى حالة لا يدرك وصفها، فيكون الفعل مسندًا إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والمراد إسناده إليهم ليكون المعنى: كادوا أن يجعلوك مقاربًا للركون إليهم، كما تقول لصاحبك: لقد كدت تقتل نفسك، أي فعلت ما قاربت به أن يقتلك غيرك لأجل فعلك، وهذه الآية من الأدلة الواضحة على ما خص به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الفضائل في شرف جوهره، وزكاء عنصره، ورجحان عقله، وطيب أصله، لأنها دلت على أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو وكل إلى نفسه وما خلق الله في طبعه وجبلته من الغرائز الكاملة والأوصاف الفاضلة، ولم يتداركه بما منحه من التثبيت زيادة على ذلك حال النبوة لم يركن إليهم، وهم أشد الناس أفكارًا، وأصفاهم أفهامًا، وأعلمهم بالخداع، مع كثرة عددهم، وعظم صبرهم وجلدهم- ركونًا ما أصلًا، وإنما كان قصاراهم أن يقارب الركون شيئًا قليلًا، فسبحان من يخص من يشاء بما يشاء، وهو ذو الفضل العظيم {إذًا} أي لو قاربت الركون الموصوف إليهم {لأذقناك} أي بعظمتنا {ضعف} عذاب {الحياة وضعف} عذاب {الممات} أي ذلك العذاب مضاعفًا.
وهذه المادة تدور على الوهي، ويلزمه التقوية بالضعف- بكسر الضاد أي المثل وما زاد، وكل شيء له مكاثر فهو ضعيف بدونه، ويلزم الضعف الذي هو المثل المضموم إلى مثله: القوة، فمن الوهي: الضعف والضعف بالفتح والضم، وهو خلاف القوة، وقيل: الضعف بالفتح في العقل والرأي، وبالضم في الجسد، والضعيف: الأعمى- حميرية، وأرض مضعفة للمفعول: أصابها مطر ضعيف، وضعف الشيء بالكسر: مثله- لأن كل ما له مثل فهو ضعيف، وضعفاه مثلاه.
ويقال: لك ضعفه، أي مثلاه، وثلاثة أمثاله، لأن أصل الضعف زيادة غير محصورة، وضاعفت الشيء، أي ضممت إلى الشيء شيئين فصار ثلاثة، وأضعاف الكتاب: أثناء سطوره- لأنها أمثال للسطور من البياض وزيادة عليها ومن القوة التي تلزم المثل: أضعاف البدن وهي أعضاؤه- لأن غالبها مثنى، أو هي عظامه- لأنها أقوى ما فيه، ومن الضعف أيضًا مقلوبة الذي هو ضفع- إذا أحدث وضرط، وكذا مقلوبة فضع، والضفع نجو الفيل، والضفعانة: تمرة السعدانة ذات الشوك مستديرة- كأنها فلكة، فالمعنى- والله أعلم: أذقناك وهي الحياة ووهي الممات مضاعفًا أضعافًا كثيرة.
ولما كانت القوة بعد هذا في غاية البعد، عبر بأداة التراخي في قوله تعالى: {ثم لا تجد لك} أي وإن كنت أعظم الخلق وأعلاهم همة {علينا نصيرًا} والآية دالة على أن القبيح يعظم قبحه بمقدار عظيم شأن مرتكبه وارتفاع منزلته، وعلى أن أدنى مداهنة للغواة مضادة لله وخروج عن ولايته، فعلى من تلاها أن يتدبرها وأن يستشعر الخشية وعظيم التصلب في الدين.
ولما بين أنهم استمالوه بالرفق حتى كادوا- لولا العصمة- أن يميلوه، دل على أنهم أخافوه بعد ذلك حتى كادوا أن يخرجوه من وطنه قبل الإذن الخاص بالهجرة فقال تعالى: {وإن} أي وإنهم {كادوا} أي الأعداء {ليستنفرونك} أي يستخفونك بكثرة الأذى الذي من شأنه ذلك فيما جرت به العوائد {من الأرض} أي المكية التي هي الأرض كلها لأنها أمها {ليخرجوك منها} مع أن وجودك عندهم رحمة لهم، فلا أعمى منهم! وأصل الفز القطع بشدة- قاله الرماني {وإذًا} أي وإذا أخرجوك {لا يلبثون خلافك} أي بعد إخراجك لو أخرجوك {إلا قليلًا} وسيعلمون إذا أذنا لك في النزوح كيف نصبّ عليهم العذاب بعد خروجك بقليل، برمحك الطويل، وسيفك الصقيل، وسيوف أتباعك المؤمنين، لثبوت هذا الدين، وقد حقق الله سبحانه هذا الوعيد بقتل صناديدهم في غزوة بدر في رمضان من السنة الثانية من الهجرة بعد ثمانية عشر شهرًا من مهاجرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وحرم على المشركين الذين أخرجوه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة المشرفة الدخول إليها والإقامة في حريمها من جزيرة العرب، إكرامًا له صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وانتقامًا ممن يعتقد شيئًا من كفر من أخرجوه؛ ورفع {يلبثون} لأن {إذن} إذا وقعت بعد الواو والفاء جاز فيها الإلغاء، لأنها متوسطة في الكلام كما أنه لابد من أن تلغى في آخر الكلام، وفي الآية بيان لأن الجاهل لا يزال ينصب للعالم الحبائل، ويطلب له الغوائل، فيعود ذلك عليه بالوبال، في الحال والمآل. اهـ.

.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{خلفك} ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو وأبو بكر وحماد. الآخرون {خلافك} بكسر الخاء بالألف {وننزل من} مخففًا: أبو عمرو ويعقوب الياقوت بالتشديد وياء تحتانية {وناء بجانبه} مثل ناع: يزيد وابن ذكوان {ونأى} يفتح النون وإمالة الهمزة مثل رمى. حمزة غير خلف والعجلي وحماد ويحيى وعباس وأبو شعيب ونصير مثله ولكن بكسر النون على غير نصير، وخلف والعجلي وخلف لنفسه. الباقون بفتحتين كرمى.

.الوقوف:

{خليلًا} o {قليلًا} o لا لتعلق {إذا} {بصيرًا} o {قليلًا} o {تحويلًا} o {وقرآن} o {الفجر} ط {مشهودًا} o {نافلة لك} قف والوصل أولى لأن {عسى} وعد على التهجد {محمودًا} o {نصيرًا} o {وزهق الباطل} ط {زهوقًا} o {للمؤمنين} o لا لأن ما بعده من صلة {ما} {خسارًا} o {بجانبه} ج لعطف حملتي الظرف {بؤسًا} o {شاكلته} ط {سبيلًا} o {عن الروح} ط {قليلًا} o {وكيلًا} o لا {من ربك} ط {كبيرًا} o {ظهيرًا} o {مثل} ز لعطف المتفقين معنى المختلفين لفظًا {كفورًا} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73)}.
اعلم أنه تعالى لما عدد في الآيات المتقدمة أقسام نعمه على خلقه وأتبعها بذكر درجات الخلق في الآخرة وشرح أحوال السعداء أردفه بما يجري مجرى تحذير السعداء من الاغترار بوساوس أرباب الضلال والانخداع بكلامهم المشتمل على المكر والتلبيس فقال: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} وفي الآية مسائل:
المسألة الأولى:
قال ابن عباس في رواية عطاء نزلت هذه الآية في وفد ثقيف أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه شططًا، وقالوا متعنا باللات سنة وحرم وادينا كما حرمت مكة شجرها وطيرها ووحشها فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجبهم فكرروا ذلك الالتماس، وقالوا إنا نحب أن تعرف العرب فضلنا عليهم، فإن كرهت ما نقول وخشيت أن تقول العرب أعطيتهم ما لم تعطنا، فقل: الله أمرني بذلك فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم وداخلهم الطمع، فصاح عليهم عمر وقال: أما ترون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمسك عن الكلام كراهية لما تذكرونه؟ فأنزل الله هذه الآية، وروى صاحب الكشاف أنهم جاءوا بكاتبهم فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله إلى ثقيف لا يعشرون ولا يحشرون، فقالوا ولا يجبون، فسكت رسول الله، ثم قالوا للكاتب: اكتب ولا يجبون والكاتب ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عمر بن الخطاب وسل سيفه، وقال: أسعرتم قلب نبينا يا معشر قريش، أسعر الله قلوبكم نارًا.